مفهوم السلامة قد يكون متضمنآ بين هذه الكلمات (أمس , اليوم , غدا ) العديد من الامور التي قد تخفى على الكثير منا فقصـدت هنـــا " مفاهيم السلامة ".
كيف كنا بالأمس لا نعلم ولا نعي ماذا تعني الكلمات التالية ( سلامة . جودة , معيار , سياسة واجراءات ) . واليوم بعد أن عرفنا معاني مفردات تلك الكلمات وأبحرنا بها أصبحنا نتفلسف ونغرد بها كثيراً لدرجة أن حوراتنا ومنقاشتنا أصبحت بلغة الجودة وتحاكمنا ينقضي بالرجوع للمراجع المحليه والدولية وأصبحنا نسأل أنفسنا هل وصلنا واستطعنا أيصال مفهوم وثقافة السلامة للآخرين ؟ هل طبقنا السلامة في حياتنا اليوميه في منزلنا في أعمالنا في منشأتنا ؟ , لضمان عدم تكرار ما حدث في جازان والتي كانت بمثابة فريق الإننعاش لنا للافاقة مما كنا فيه من غفله أو قد تكون ثقه مفرطه في أمور السلامة ومدى تطبيقها والتقيد بها في منشأتنا فكارثة جازن لم تفقدنا أعزاء على قلوبنا فقط ( رحمهم الله جميعاً واسكنهم فسيح جناته ) بل جعلتهم يحيوا فينا مفهوم السلامة لكي نعد العدة والخطط لغد مشرق (باذن الله) وهنا تاتي مرحلة ماذا خططنا ( للغد) وجمعينا يعلم بأن علم الغد بيد الله سبحانه وتعالى , ولكن هذا لا يمنعنا من التخطيط لمن ياتي من بعدنا ( ولا يجب أن نكون انانيين في ذلك) فلا ننسى بالأمس أين كنا وماذا حدث . واليوم أين نحن وماذا فعلنا لتفادي عدم تكرار ماحدث لنقي ونحمي أنفسنا ومن هم تحت مسئوليتنا من الحرائق ومخاطرها ( حمانا الله وأياكم منها ) ونتذكر واياكم قول رسولنا عليه آفضل الصلاة وآتم التسليم أنه قال:(( كلكم راع وكلكلم مسئول عن رعيته, فالإمام راع ومسئول عن رعيته , والرجل راع في أهل بيته ومسئول عن رعيته , والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها , والعبد راع في مال سيده ومسئول عن رعيته, ثم قال صلى الله عليه وسلم : ألا فكلكم راع ومسئول عن رعيته(3) )) .
وهذا أحبابي في الله لا يتطلب منا الكثير ألا الوقوف قليلاً مع أنفسنا وأخـذ نفساً عميقاً نستطيع مــن خلاله تقييـم وضع منشأتنا ونكن صرايحين وشفافين في ذلك ( أين نحن اليوم وماذا فعلنا ليكن غدنا أفضل ) فجميعنا يعلم بان الأعمار بيد الله (سبحانه) ولكننا نحتاج للتخطيط الاستراتيجي والتشغيلي الجيد والمتكامل لتأمين منشأتنا بما تحتاجه من أبسط الاشياء لضمان سلامة من يقطن بها من متطلبات تعبر أساسية كـ ( أنظمة الإنذار من الحريق , أنظمة أطفاء الحريق , أنظمة المراقبة الأمنية الخ ..) والأهم من ذلك تطوير أنفسنا من خلال نشر ثقافة ومفهوم السلامة والتوعية الوقائية بتكثيف وأعداد البرامج التدريبية والتأهيلية لجميع العاملين لكي نجعل السلامة ثقافه عامة متقيداً بها .
فإن أصبحنا ليوم غــداً فالحمدلله أكملنا ما خططنا له وأن رحلنا فالأعمار بيد الله فقد تركنا لمن يعقبنا الطريق ممهداً(باذن الله) فالدنيا لا تقف عند أحد فقد رحل خير البشرية عليه أفضل الصلاة وآتم التسليم .