نظراً للتوسع الملحوظ في الخدمات الطبية وانتشار مختبرات التحاليل الطبية كمعامل مستقلة بذاتها أو ضمن العيادات الطبية المتخصصة أو مصحات الأيواء , وبسبب هذا العدد الكبير تصعب ملائمة مراقبة تلك المختبرات من حيث جودة المكان (صلاحيته ليكون معملا) جودة اتجهيزات ( دقة العمل والنتائج) وفوق كل ذلك - وهو ما يهمنا هنا - ماهي درجة السلامة والأمان للعاملين بتلك المعامل والأفراد المحيطين بهم وللبيئة بصفة عامة .
تعتبر المختبرات الطبية وبالأخص معامل الأحياء الدقيقة (Microbiology Laboratories ) المصدر الكبير للعدوى بمختلف أنواع الميكروبات الممرضة والتي قد تصيب إما العاملين بالمختبر وذلك في حالة عدم التعامل السليم والإهمال للعينات القادمة لهم أو قد تصيب المحيطين بهم من أفراد وأسر .
الخبراء يؤكدون أن حوالي 90% من جوادث الإصابات خلال العمل بالمختبر ناتجة من الأخطاء البشرية التي من الممكن تفاديها وأن 10% فقط هي بسبب أخطاء تجهيزات وآلات معملية .
هناك عدة طرق يدخل بها الميكروب لجسم العاملين بالمختبرات في حالة حدوث تلك الأخطاء البشرية أولها وأخطرها عبر الوخز بالإبر أو جرح الجلد بمواد حادة مثل المشارط أو بقايا زجاج مكسور ملوث وثانياً عبر الأغشية المخاطية ثم الاستنشاق وأخيرا البلع , بالإضافة للإصابة داخل المعمل هناك إمكانية الإصابة بالعدوى الميكروبية خارج المعمل عند تعرض الأفراد للمخلفات الطبية الخطرة من تلك المختبرات وذلك بسبب الإهمال وعدم التخلص السليم منها .
مخلفات المختبرات الطبية الخطرة ( Biohazardous Laboratory wastes) متنوعة منها الصلبة والحادة مثل الإبر والحقن والمشارط الملوثة ومنها السائلة مثل الدم والبول وسوائل الجسم الأخرى (السائل المنوي , البصاق , سائل الحبل الشوكي وغيرها) وأنسجة وأعضاء بشرية أخذت خلال العمليات لإجراء الفحوصات الباثولوجية عليها , مخلفات المزارع البكتيرية , مخلفات المنتجات البكتيرية والفيروسية والفطيرات من مواد استخدمت لنقل أو زرع أو الكشف عنها , مخلفات الأجهزة والمعدات وأخيرا المواد التي على اتصال مباشر بالعينات مثل القفازات البلاستيكية , مناديل الورق وغيرها .
* الاحتياطات الواجب اتخاذها :
1. جعل المختبر مكانا آمنا وليس صعبا فقط .
2. يجب على العاملين بالمختبرات الطبية الإلمام بالتخصص (وبالأخص معامل الأحياء الدقيقة ) , وذلك لمعرفة المتخصص بالسلامة المهنية المعملية وكيفية التعامل مع العينات الطبية .
3. التعامل السليم والحذر عند استلام كل عينة مريض والحرص على وضعها في المكان المخصص لها والتعامل معها بوعي ودراية وحذر شديد تفادياً لأضرارها.
4. اختيار المكان المناسب لإنشاء معمل فالمختبر يحتاج إلى عدة امور منها التهوية , الإضاءة , منافذ الخروج , وتصريف صحي وغيرها .
5. ضرورة وجود بعض التقنيات الخاصة عند التعامل مع العينات كوجود غرف خاصة مزودة بالآت شفط الهواء ومعزولة عن بقية المعمل للتعامل مع العينات الأكثر خطورة والتي من الممكن انتقالها عبر الهواء (Airborne Pathogen)مثل العينات المتوقع وجود ميكروبات مرض السل بها , ويمنع منعاً باتاً دخول غير المختصين إليها .
6. التخلص السليم من المخلفات الطبية الناتجة خلال العمل من بقايا عينات وحقن وإبر ملوثة بالطرق السليمة من تصنيف ونقل والتخلص منها بدون التسبب أضرار للبيئة والأفراد العاملين والمحيطين بهم .
7. ضرورة وجود جهة ذات سلطة قانوتية يمكن لها الاستعانة بمختبر مرجعي لمراقبة معامل التحاليل من حيث السلامة المهنية للأفراد العاملين والمحيطين والبيئة .
8. تثقيف العاملين في مجال المختبرات الطبية بطرق الوقاية والسلامة المعملية وكيفية التعامل مع العينات حسب درجة الخطورة تلك المواد وكيفية التعامل مع التجهيزات المعملية كالمواد الحادة وغيرها .
* إجراءات السلامة للعاملين بالمختبرات الطبية :
توجد ضوابط وإجراءات للسلامة داخل المختبر من شانها أن تجعل بيئة العمل أكثر أماناً وأقل خطورة وللحديث عن الأخطار المحتملة في المختبر يمكن تقسيمها الى صنفين رئيسيين وهما :-
أولا : الأخطار الناتجة عن الكيماويات والمحاليل الطبية .
تعتبر الكيميائيات من العوامل المسببةللأمراض المهنية وحوادث العمل حيث يتجاوز خطرها صحة الفرد إلى بيئة العمل لذلك وضعت عدة إجراءات وقائية عند استخدام أو تخزين أي مادة كيميائية كما تم تصنيف هذه المواد حسب درجة خطورتها ووضعت علامات تحذيرية متعارف عليها .
ثانيا: الأخطار الناتجة عن العدوى من العينات :
هناك قاعدة ذهبية تنص على التعامل مع أي عينة تصل للمعمل على أنها خطرة وممرضة وذلك لاعتبارات عدة , لعل أهمها ان العينات لا يمكن تحديد نسبة خطورتها إلا بعد الانتهاء من إجراء التحاليل المطلوبة ويخشى حين ذا إن يكون قد فات الأون لإتباع إجراءات السلامة كما تعتبر الحوادث العرضية كإنكسار أنبوب العينة أو أنسكاب العينة بشكل عارض أو وخز الإبر ونحوها من الحوادث المتكررة نسبيا في المعامل خاصة إثناء عملية سحب العينات .
* أدوات الحماية الشخصية :
1. القفازات المطاطية الواقية لليدين ذات قبضة خشنة تمنع الانزلاق ومقاومة للمواد الكيميائية .
2. النظارات الواقية للعيون من الأخطار المفاجئة كتناثر المواد الكيميائية وشظايا الزجاج , مع العلم بأن العدسات اللاصقة لا تحمي العين وقد تحمل أجساما غريبة تؤثر في حدقة العين و يصعب إزالتها في حال تناثر مواد كيميائية , وقد تمتص أبخرة مواد كيميائية معينة .
3. القناع الواقي للوجة والرقبة والأذنبن ويستخدم عند التعامل مع المواد الكيميائية القابلة للأنفجار والتناثر تحت الضغوط المرتفعة .
4. المعطف المخبري والذي يحمي الجسم عند تناثر أو أنسكاب مواد ضارة .
* التصرعند وقوع حادثة في المختبر :
1. التصرف بهدوء وثبات .
2. التحكم في مصادر الخطر (كفصل التيار الكهربائي وقفل محبس الغاز ..الح ) .
3. إنقاذ المصاب بتقديم الإسعافات الأولية , وطلب المساعدة من الآخرين .
4. تنظيف منطقة الحادثة .
5. عزل مصدر الخطر إلى أن يتم إصلاحه .
6. جمع أجلة قد تدل على سبب الإصابة , أو مدى خطورتها .
* في حال الحريق :
1. قرع أجراس الإنذار , وإذا لم توجد أجراس نذار أرفع صوتك بالتنبية للحريق وطلب المساعدة باستخدام شفرة النداء .
2. التأكد من خروج الجميع من المختبر .
3. اطلب من أحد القريبين منك الاتصال بالدفاع المدني أو تنفيذ خطة الابلاغ المتبعة والمتفق عليها في السياسة والخطط .
4. محاولة السيطرة على الحريق إذا كان صغيراً ولا يشكل خطراً بالطرق التالية : (RACE & PASS ) .
الإسعافات الأولية في حالة بعض الإصابات :
1. إذا تعرضت العين لمواد كيميائية توضع تحت تيار مائي لمدة 15 دقيقة .
2. إذا تعرض الجلد لمواد كيميائية يعض لتيار مائي لمدة 15 دقيقة .
3. إذا حدث أختناق بأبخرة أو غازات فأن المصاب ينقل إلى الخارج , ويعرض للهواء النقي إلى أن يعود له تنفسه الطبيعي , وإذا اضطر الأمر يمكن إجراء تنفس صناعي .
4. في حالة الأصابة بجروح والتي غالباُ ما تكون سطحية نتيجة للتعرض للأشياء الحادة أو القطع الزجاجية المكسورة يتم تعقيم الجرح بمادة معقمة ولفها بشريط لاصق مناسب للمحافظة عليها من التلوث .
إذا تم أبتلاع مواد كيميائية يتم إتباع الآتي :
- نحاول التعرف على المادة الكيميائية .
- إذا كانت المادة الكيميائية غير حارقة نحاول مساعدة المصاب على التقيؤ إن لم يكن فاقداً للوعي .
- نسقي المصاب بعد ذلك حليبا أو ماء ثم ننقلة إلى المستشفى فوراً .
* عند حدوث صعقة كهربائية نتيجة التعرض لتيار كهربائي يتم إتباع الآتي :
- يتم فصل التيار الكهربائي من المصدر الرئيسي .
- إذا لم نتمكن نحرك المصاب بعيداً عن مصدر الكهرباء باستخدام مادة غير موصلة للكهرباء .
- يتم التأكد من تنفس المصاب ونبضه لإجراءات تنفس صناعي إذا لزم الأمر .