الحس في اللغة :
هو تحسس الخبر أي تطلب معرفته قال تعالى " يابنيء أذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخية " وتحسست من الشئ أي تخبرت خبره , قال تعالى " فلما أحس عيسى منهم الكفر " .
والحس: الإدارك بأحد الحواس الخمس , وفعل تؤديه أحدى الحواس , والصوت الحفي , وما تسمعه قريباً منك ولا تراه .
ويرتبط الحس الأمني بعدة مصطلحات أهمها ( الإحساس , الإنتباه , الإدراك ) وعرف الهنداوي والزغلول الإحساس بأنه " عملية الوعي والشعور بوجود المثيرات , والذي يتمثل بالاستجابة الفورية للإثارة القادمة من الجهاز الحسي وتحويلها إلى نبضات كهرو عصبية بحيث تشكل تصورات "
وكذلك عرفا الإدراك بأنه" عملية فهم المثيرات من خلال تفسيرها وإعطائها المعاني الخاصة بها وتنظيمها في تمثيلات عقلية معينة, فالإدراك عمليه معرفية منظمة تمكن الأفراد من فهم العالم الخارجي المحيط بهم والتكيف معه من خلال احتبار الأنماط السلوكية المناسبة "
الحس الأمني اصطلاحاُ :
يعرف الحس الأمني اصطلاحاً بتعاريف عدة أهمها " أنه ذلك الشعور أو الأحساس المتولد داخل النفس , والمعتمد على أسباب أو عوامل موضوعية تؤدي إلى توقع الجريمة بقصد منعها أو إلى ضبط مرتكبيها بقصد العقاب عليها " وقيل أنه :" التحسس والشعور بكل شئ يخل بالأمن أو يدعو إلى الخوف "
كما عرفه السعيد بأنه:" صفة خاصة من صفات الشخصية التي تمكن من يمتلكها التعرف على الأشياء وإدراكها والتمييز بينها , ومن ثم تفسيرها تفسيراً صحيحاً والتوقيع الصادق لكل الإحتمالات كما تمكنه من أن يستشعر الأخطار ويعرف مصادرها وبالتالي يستطيع القضاء عليها قبل وقوعها أو مواجهتها بفاعلية ور وقوعها " .
ومن هنا يمكن القول أن الحس الأمني هو مهارة من المهارات التي تنطلق من الإحساس بالمسئولية والخبرة نحو استشعار مظاهر معينة يكون من شأنها الإخلال بالأمن لمفهومه الشامل
وتتحقق قدرات الحس الأمني لدى عناصر الأمن بالعديد من الوسائل ومن أهمها :-
* عناصر خاصة بالتكوين المهني لعناصر الأمن
ا- الإحساس الأمني لدى رجل الأمن بحدوث أمر غير المتوقع :
وهو الإحساس الداخلي غير المحدد الذي ينتاب رجل الأمن عند ملاحظة حدوث شيء ما أو مراقبة شخصا ما في منطقة حراسته وبشكل ينبه الاحساس الداخلي لديه ويحفزة لمواجهة أية أخطار أو التحقق من شيئ يفرض عليه ضرورة الحذر منه أو التركيز عليه .
من الامثلة على ذلك عند ملاحظة شخص ما يدرك رجل الأمن (بأحساسة الداخلي ) أن وراءه أمرا غير مشروع نتيجة لملاحظته امتقاع لون وجهه بطريقة غير طبيعية ومريبة او الاضطراب الواضح في تصرفاته وحركاته دون هدف محدد .
2- توقع احتمالات تمثل تهديدا أو خطر ما
وهي تلك الحالة التي تجعل رجل الأمن يتخوف من احتمالات حدوث إخطارا ما تهدد الأمن تجعلة يحتاط وبطريقة لا شعورية لمواجهة هذا الخطر . ويبدو ذلك في حالة ملاحظته لاشياء متروكة بجوار مبنى ما أو أحد المستودعات ( لفافة ... حقيبة ...الح ) فينصرف ذهنه الى احتمالات وضع عبوة ناسفة فيها (باعتبار التهديدات الأمنية التي قد تتعرض لها المنشأة ) أو نزول شخص من سيارة ويتركها وبطريقة تثير الاتباه الى سيارة اخرى كانت تنتظره .
3- الاشتباة في بعض التصرفات المريبة :
وهي تلك المرحلة التي تجعل رجل الأمن يرتاب في أمر ما دون توفر أدلة مادية وانما يدفعه اليها احساسه الداخلي في هذا الأمر ومنها متابعته لتردد عددا من الناس على أحد الأماكن وبطريقة مريبة عند خروجهم أو دخولهم اليها . او متابعة شخص يتحرك بطريقة مريبه في منطقة بالقرب من أحد البنوك أو شركات الصرافة .
عناصر تتعلق بأمور موضوعية لحدث ما يتابعه رجل الأمن :
وتشمل تلك العناصر مجموعة من الأجراءات التي يعتمده رجل الأمن عند متابعته لأحداث معينة أو تنفيذ اجراءات أمنية خاصة يكلف بها لتأمين وحماية المنشأة وتشمل تلك العناصر :
أ - الملاحظة .
ب -المراقبة .
الملاحظة : مفهوم الملاحظة وأهميتها في تنمية مهارات الحس الأمن تعرف الملاحظة بأنها القدرة الذاتية لشخص ما على استعمال حواسة بطريقة تمكنه من الادراك السريع والدقيق للاحداث التي يواجهها وتفصيلاتها . وتختلف قوة الملاحظة ايضا باختلاف الاشخاص ومدى ما يتمتعون به من ثقافة ومستوى ذكاء بالاضافة الى القدرة على التركيز والانتباه والاستجابة ورد الفعل التقلقائي في مواجهة حدث ما .
أنواع الملاحظة نوعين وهي :
1- ملاحظة طبقا للوقائع محل الحدث (وتنقسم الي ثلاث أنواع ):
أ- ملاحظة الأشخاص
وتستخدم هنا عادة حاستي السمع والبصر بالتعرف على الشخص عن طريق ملاحظة (الطول , القوام , الوجة ( مستدير . مستطيل. مثلث) هل يستخدم نظارة نظر أم نظارة شمسية . لون البشرة . وجود علامات مميزة كأثر لجروح ملتئمة أو وشم معين أو نمش بالوجه أو التحرك بطريقة مختلفة نتيجة عيوب خلقية في الجيم . وتشمل الملاحظة ايضا التعرف على شخص ما من لهجته وكيفية النطق وطبيعة الصوت من حيث الارتفاع أو الانخفاض وطريقة ارتدائه لملابسه ونوعها (من المدينة أو القرى ) ودرجة الأناقة في الملبس وأسلوب الحديث .
ب- ملاحظة الأماكن :
ويتوقف المكان هنا على طبيعة المنشأة التي يتولى رل الأمن المشاركة في تأمينها . فقد تكون مبنى ( كالبنوك والمصارف والشركات والمتاحف ومباني المصالح الحطومية . والجهات الإدارية المختلفة ) أو أماكن مفتوح كتأمين المنشآت البترولية أو المطارات أو تأمين الطرق المؤدية الى المنشأة .
وتتركز الملاحظة على المكان المحدد والحالة التي عليها من حيث أزدحامها بالمترددين أو السيارات أو كونها من الأماكن الغير مطروقة بصفة دائمة والخالية من الزحام . ويتم طبقا لذلك تركز الملاحظة على المنفذ الرئيسية وشكل البناء ولون الطلاء ومواقع الإضاءة ... الخ .
ج- ملاحظة أشياء :
وتشمل الملاحظة هنا ماقد يراه رجل الأمن مثيرا للاشتباه في الأماكن التي يتولى تأمينها مثال على ذلك :
- وجود سيارة متروكة لعدة أيام متتالية يشتبه في أن تكون (مسروقة أو استخدمت في ارتكاب حادث نا )
- ملاحظة ما يحملة بعض الأشخاص من أشياء (تثير الاشتباه) كحقيبة يخرج بها من مقر العمل بأحد المنشآت .
- قيام أشخاص بنقل معدات أو حاويات مغلقة الى مكان يشتبه فيه كأماكن التعامل بالأشياء المسروقة .
2 - ملاحظة وفقا لنوع الحاسة المستخدمة لمتابعة حدث ما .
وتشمل هنا مجموعة الحواس التي يمكن لعناصر الأمن الاستفادة بها في الملاحظة مثال على ذلك ( استخدام حاسة الشم للتعرف على المواد التي يحملها شخصا مشتبها فيه أو شم رائحة دخان يوحي بتدخين مواد مخدرة وتحقق الملاحظة البصرية تعرف رجل الأمن على الاشياء والمعدات التي يتم نقلها من المنشأة أو أليها وطبا لطبيعة النشاط التي تقوم به . فبينما يهتم عناصر الأمن في شركات المقاولات مثلا بالاخشاب أو الخامات (الرمل . البحص , الاسمنت ....الخ ) تهتم عناصر الأمن في المنشآت الصناعية بالتأكد من خروج المنتجات طبقاً للتصاريح الصادرة من المخازن أو الادارة .